يا ساعة الحائط، يا إلهاً مشؤوماُ ومخيفاُ وفاقداُ للإحساس
يا من بإصبعه يهددنا قائلاً: إياك أن تنسى
فإن الألآم التي ترتجف في أعماق قلبك الذي يرتعد رعباً
سوف تغرز نفسها في أمد قريب كما تغرز الأوتاد في قلب الهدف،
أما اللذة فهي من بخار وستتلاشى متخذة الأفق وجهة لها
كما تتلاشى مخلوقات الجن في أعماق الأروقة
وكل لحظة سوف تفترس قطعة من تلك البهجة
التي أعطيت لكل بشري طالما هو على قيد الحياة.
ثلاث آلاف وستمئة مرة في الساعة
تهمس الثانية : إياك أن تنسى وبعجلة من أمرها تقولها
بصوتها الذي وكأنه صوت حشرة تسمعه وقد أمسى يقول : الآن بت الماضي وقد نجحت بامتصاص حياتك عبر
خرطومي القذر.
تذكر إياك أن تنسى أيها المبذر بأن حنجرتي المعدنية تتقن كل اللغات...
إياك أن تنسى أيها الفاني العابث بأن الدقائق ليست سوى قشور
عليك أن تتمسك بها حتى تستخرج الذهب من باطنها
وإياك أن تنسى أن الوقت مقامر طماع
قادر على أن يربح في كل ضربة يضربها دون أن يغش وهو واقع لا يمكن تغييره
فيما تتقلص ساعات النهار ويطول الليل،
إياك أن تنسى أن الهوة متعطشة لكل من يهوي فيها وأن الساعة المائية تفرغ شيئاً فشيئاً،
تذكر أن الساعة ستدق يوماً وعندها كل من الإله
وأعمالك الصالحة التي تزوجتها وأبقيتها عذراء
وحتى توبتك التي هي ملاذك الأخير
ستقول كلها لك: مت أيها العجوز الجبان فقد فات الأوان
َAll rights reserved